طينة سلت فثرت ... وبهياكل النور تهيكلت
بيت من الشعر جمع فيه أسد الصعيد الأخضر سيدي عبد الرحيم القناوي طريق السلوك . حيث أشار إلي النفس الشهوانية المظلمة بأصل الإنسان الذي خلق منه وهو الطين ، فعندما تم منع الطعام والشراب عنها عمل بقوله عليه الصلاة والسلام : حسب ابن آدم لقيمات يقمن به صلبه ، فإن كان له بد ، فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للهواء ، وإشاره لقوله عليه الصلاة والسلام : إن الشيطان يجري من ابن آدم مسرى الدم فضيقوا عليه بالصوم . وإشاره لقوله عليه الصلاة والسلام : جوعوا تصحوا . فعندما جاهد الإنسان نفسه الجهاد الأكبر الذي اخبر به عليه الصلاة والسلام بأن قلل طعامه وشرابه ، ومنامه ، والزم نفسه بالصلاة والقيام وتلاوة الاذكار ، سلت هذه الطينة ، فذابت شحوم الجسم وخف البدن ، وانكسر القلب لله والله عند المنكسره قلوبهم ، فعند ذلك تكون النفس ثرية صافية ، وتنجلي مرآة القلب ، فتشرق فيه الأنوار ، ويقبل التجليات ، فتفاض عليه العلوم ، ويصبح نافع لنفسه ولغيره ، ويدخل درجات الكمال ، ويصبح مظهر الهداية فيهتدي به الخلق لطريق رب العالمين .