ألا أيها المصلي ، حين تقف لصلاتك ... فتكون أشبه بشمعه تقف في المحراب ، ليتك تكن واعياً لمعنى الكلمة الأولى التي تبدأ بها صلاتك ... ( الله أكبر ) !
إن هذه الكلمة تعني : أيا إلهي إنما أمحو ذاتي في جلال ذاتك ، وأني حين أرفع كفي بالتكبير ... فإني أزيح العالم ... وما فيه ورائي .. وآتيك وحدك .
إن التكبير في بداية الصلاة ... تماماً كما التكبير حين تقديم الأضاحي ، فكأنما تقول لله تعالى ، ها أنا ذا ..
أذبح كل رغبة لي ... بل وأنثر ذاتي ، قربانا لك وحدك .. وكانما يصبح الجسد حينئذٍ ( إسماعيل ) ، وتكون الروح ( إبراهيم ) فحين تقول الروح ( الله أكبر ) ، يسلم الجسد كل رغبة له ويمتثل ، وحين تقرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يسيل الدم ويرفع القربان .
مولانا جلال الدين الرومي