مجاهدات الإمام الشعراني على يد شيخه سيدي على الخواص

حكى القطب الرباني والهيكل الصمداني سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتاب الأنوار القدسية عن مجاهداته على يد شيخه سيدي على الخواص فقال :وكانت مجاهدتي على يد شيخي كثيرة ومنوعة، منها أنه أمرني أول إجتماعي عليه ببيع جميع كتبي والتصدق بثمنها على الفقراء ففعلت ! وكانت كتباً نفيسة مما يساوي عادة ثمناً كثيراً فبعتها وتصدقت بثمنها، فصار عندي إلتفات إليها لكثرة تعبي فيها وكتابة الحواشي والتعليقات عليها، حتى صرت كأني سُلبت العلم، فقال لي : اعمل على قطع إلتفاتك إليها بكثرة ذكر الله عز وجل ، فإنهم قالوا : ملتفت لا يصل . فعملت على قطع الإلتفات إليها ، حتى خلصت بحمد الله من ذلك .

ثم أمرني بالعزلة عن الناس مدة حتى صفا وقتي ، وكنت أهرب من الناس وأرى نفسي خيراً منهم ، فقال لي: أعمل على قطع أنك خير منهم فجاهدت نفسي حتى صرت أرى أرذلهم خيرا مني .

ثم أمرني بالإختلاط بهم والصبر على أذاهم وعدم مقابلتهم بالمثل، فعملت على ذلك حتى قطعته، فرأتي نفسي حينئذ أنني صرت أفضل مقاماً منهم ، فقال لي : أعمل على قطع ذلك ، فعملت على قطعته.

ثم أمرنى بالإشتغال بذكر الله سراً وعلانية، والإنقطاع بالكلية إليه، وكل خاطر خطر لي مما سوى الله عز وجل صرفته عن خاطري فوراً ومكثت على ذلك عدة أشهر .

وبهذا كله أصبح الشعراني إمام عصره علماً وذوقاً، وغدا الشعراني قطباً تدور حوله الأحداث .


تم عمل هذا الموقع بواسطة