الدهر فاجأنا علي عاداته ... بأفول بحر العلم روح حياته
الدهر فاجأنا بأكبر آية ... كانت كنفث السحر في عقداته
يادهر ديدنك الأساءة والأسا ... تجني علي خير الأولي وسراته
بطشت بعد الحافظ البحر الذي ... خرت لهيبته جباة ولاته
نشر الطريقة بين قوم رتع .... فانقاد معظمهم علي راحاته
وأقام دين الله بعد عفائه ... فأخضر عود الدين في صحراته
وأباد جيش الجهل يوم تجمع ... فحظي بنصر الدين في كراته
مات الذي للزهد كان مؤاخيا ... ومعضدا للحلم في أوقاته
بكت المعرف والعوارف والتقي ... أشفا علي ما فات من ثمراته
من للفضائل والفواضل يرتجي ... من للشريعة في علا درجاته
من للأرامل واليتامي بعده ... من للعفاة وطالبي صدقاته
هو للحقيقة كعبة مكية ... يسعي بساحتها مريد هباته
دفنت جميع المكرمات بدفنه ... واسود وجه الكون من ظلماته
وبكاه مجموع الأمير وشرحه ... ونعاه درس العلم يوم مماته
حزنت مدونة الإمام لفقده ... وأحمر وجه الام من عبراته
لو كان مالك بين أهل زماننا ... لأفاض دمع العين من حسراته
أو كان لابن القاسم الشرف الأتم ... فمعدن التشريف من شذراته
أو كان أشهب في الفضائل سابقا ... فمياه بحر الفضل من قطراته
أو كان أصبغ فوق وجه بسيطة ... لحثا التراب علي وجوه عداته
أو كان للحطاب علم يبتغى ... فجليل قدر العلم من نفحاته
لك بابن رشد وابن ناجي أسوة ... فاسألهما عن حصر تأليفاته
وسل التتائي عن جميد فعاله ... ان رمت معرفة لبعض صفاته
وسل البيان مع العروض تجدهما ... في لوعة من فقد تجقيقاته
وسل العلوم بأسرها عن فضله ... تنبي عن الخبر اليقين بذاته
أبقي الاله العاملين بعلمهم ... للنفع في الدارين من بركاته
في ليلة الأثنين من رمضان قد ... لبي الاله وحل في ساحاته
متطلبا عفو الاله وفضله ... والصفح عما كان من زلاته
لايسمح الدهر الخؤن بمثل من ... قضي مديد العمر في طاعاته
ياساكني الجنات روحي عندكم ... رفقا بها ياساكني جناته
ثم السلام علي النبي و آله ... وعلي الصحابة منتهي غاياته