ينبغي للسالك أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى في قطع القواطع عنه، وهي كثيرة منها حب المال، والولد، والشهرة، والجاه، والكبر، والحقد، والرياء، والعجب، ونحو ذلك. ومنها العبادة لأجل الثواب، أو فتح لدني ليكون من أولياء الله تعالى، وإنما شأنهم عبادة الله تعالى لذاته، وامتثالاً لأمره، ثم إن حصل لهم فتح فمن فضله، وإن حجبوا فمن عدله، إذ ليس للعبد على مولاه حق، وإنما الحق له تعالى على العبد، فالعبد مطلوب بأن يخلص نفسه من الرعونات النفسية، وليس على الله تعالى أن يهبه المعارف القدسية، والذي يعبده لذلك معدود عنده من عبيد السوء الذين ليؤجروا ولم يعلموا، وهذا ينافي كونه عبدا محضاً. قال السكندري في الحكم: تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك إلى ماحجب عنك من الغيوب. ( والحاصل ) أنه لايطلب بعبادته دنيا ولا أخرى، ولا ثوابا، ولاترقيا، وإنما يعبد الله حباً فيه وأمتثالا لأمره ولبعضهم

أحبك لا لي بل لأنك أهله ... ومالي في شئ سواك مطمع

تم عمل هذا الموقع بواسطة