الي أن طلع فجر الديانة ... ترجمة الأستاذ قطب الكاملين وتاج العارفين سيدي عبد الحافظ بن علي الصعيدي
الي أن طلع فجر الديانة ... ترجمة الأستاذ قطب الكاملين وتاج العارفين سيدي عبد الحافظ بن علي الصعيدي
سيدي قطب الكاملين وتاج العارفين العلامة الفاضل والملاذ الكامل صاحب الكرمات العديدة والتأليف المفيدة سيدي الشيخ عبد الحافظ بن علي بن محمد بن محمود وهكذا حتي يتصل النسب بسيدنا عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول الله صل الله عليه وعلي آله وسلم ولد سيدي الشيخ ببلدة يقال لها عنيبس تجاه طهطا بصعيد مصر المشهور وأنه نشأ بها وحفظ القرآن واشتغل بمطلب العلم علي مذهب الإمام مالك رضي الله عنه علي بعض العلماء من أهل طهطا ثم رحل إلي مصر لطلب العلم بالأزهر الشريف فأخذ العلم عن العلامة الشيخخ البولاقي والشيخ القويسني والشيخ التميمي المغربي وأضرابهم من أجلاء عصره واستمر علي طلب العلم وتعلمه ابتداء الي أن فتح الله عليه بكثير من العلم فأفاد الغير وعلمه انتهاء ودرس بالأزهر المعمور مدة من السنين وكان رضي الله عنه شيخ عمود في الجامع الازهر . أخذ طريق السادة الخلوتية عن الأستاذ والقطب والملاذ سيدي الشيخ إسماعيل ضيف وأخذ في الجد والإجتهاد الي أن فتح الله عليه في الطريق أيضا فأجازه الأستاذ المذكور بأخذ العهود وبالإرشاد فكان ذالك وقد فتح الله علي كثير ممن أخذ عنه ثم أراد الله بتوجه الي الروضه المرونقة المسماة لفظا المحرقة سابقا السعودية مركز العياط محافظة الجيزة بدعوة من بعض الطلبه الذين يأخذون العلم عنه فأجاب الدعوة إمتثالا للسنة ثم لما أردا الرجوع الي الأزهر فتعلق به غالب أهل هذه البلدة مدة من الأيام وصرحوا له بأن القصد هو اقامة الأستاذ عندهم لتعليمهم ما يجب عليهم شرعا حيث أنهم لا يعرفون شيئا من الواجبات الأصلية ولا الفرعية وصرحوا له أيضا بأنه ان تركهم علي ماهم عليه من الجهل لسألوه عن ذالك بين يدي الله عز وجل قال رضي الله عنه فلما سمعت منهم هذا الكلام تغيرت طبعا وضقت زرعا ولم أستطع الخروج ولو هروب لحكمة يعلمها رب الغيوب كل ذلك وأنا أقول لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ويجعل بعد العسر يسرا الي أن قدم علي أستاذي الشيخ اسماعيل ضيف فأخبرته بما كان فقال لي ان الله أراد بذالك ورسوله به أمر فما الأمر بيدي ولا بيدك قال رضي الله عنه فعند ذالك التزمت مع الله الادب ورضيت بما قسم لي ووهب ثم أخذت في النصح والارشاد وتنهيض همم العباد الي أن طلع فجر الديانة في هذة البلاد ولاح ونادي مؤذنه حي علي الفلاح ثم أقام رضي الله عنه بهذه البلدة مدة من السنين لتعليم أهلها ما يجب عليهم وتعليم الغير أيضا ممن كان يحضر هناك لطلب العلم وألف بها جملة من المؤلفات وانتفع به الخاص والعام . كان رضي الله عنه زاهدا ورعا عفيفا لم ير أنه خرج الكتاب أو السنة طرفة عين وكانت له كرمات كثيرة لا تخفي خصوصا علي من شاهده ولا ينكرها إلا حسود أو غبي أما من نور الله قلبه فيعتقد صدق ذالك توفي رضي الله عنه في شهر رمضان سنة ألف وثلثمائة وثلاثة من الهجرة النبوية علي صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وأزكي التحية ووافق انتقاله الي الدار الاخرة ليلة سبع وعشرين من الشهر المذكور أعني ليلة القدر علي المشهور وفي ذالك من البشارة والاشارة لحسن الختام ما لا يخفي علي ذي بصيرة ودفن بالبلدة المذكورة بسفح الجبل الغربي وقبره ظاهر هناك يزار رضي الله عنه وأمدنا بمدده . وسلك أولاده وأحفاده نهجه في تدريس العلم الشرعي وتسليك الراغبين في السير إلى الله تعالى وهم الأن في قرية السعودية وقرية برويش . رضي الله عن السادة الحافظية جميعا .