سيدي الإمام عبد الحافظ أبو الضياء البشيرنجل سيدي الإمام عبد الحافظ بن على رضي الله عنهما
'شمس الضياء إلى العلوم طريقُ ... وبشير طلعته سنا وعقيقُ
ما ضاق بالأنوار صدر مريده ... إلا توسَّعَ من نداهُ الضيقُ
صاف إذا كَدِرَ الصفاء لأنه ... للصبر في كل البلاء رفيقُ
ما مات من جل الإله بقلبه ... وتنسَّم النفحاتِ منه رحيقُ
يا سيدي قلبي بدونك مظلم ... والوصل منك إلى القلوب بريقُ'
رجل وقته قطب الأسرار وإمام الرجال سيدي عبد الحافظ أبو الضياء البشير قدس الله سره وروحه الشريفه ...
بوالده البشير عالم عصره ... جليس النبي المجتبي هو ذخرنا
ولد رضي الله عنه بقرية المحرقة ( السعودية حالياً ) - مركز العياط - محافظة الجيزة . وعندما ولد كان والده الإمام عبد الحافظ بن على الصعيدي رضي الله عنه في قرية الكداية- مركز الصف- وكان في بيت أحد الدراويش وقد سمع هذا الدرويش صوت الشيخ وهو يتكلم مع أحد داخل الغرفة وهذا الدرويش صاحب المنزل الذي فيه الإمام يقف على باب الغرفة يدخل الزائرين على مولانا الإمام وهو يعلم أن الإمام بمفرده في الغرفه ليس معه أحد، فعندما وجد الشيخ قد سكت ولم يعد يسمع صوته أستأذن في الدخول، وأذن له الشيخ فدخل. وقال للشيخ: لقد سمعتك تتكلم مع أحد وكأن هناك حوار بينك وبين أحد فمع من كنت تتكلم ياسيدي فقال له الإمام رضي الله عنه: أنظر هل هناك أحد، لايوجد أحد فمع من تظن أني أتكلم، فقال له الدرويش: ياسيدي أنا متأكد أن ما سمعته كان حوار مع أحد وليس قراءه ورد أو قرأن، فتبسم الشيخ وقال له: لايهم أن تعرف فأصر الرجل وقال له يجب أن أعرف من كان في بيتي فضحك الشيخ وقال له: قبل هذا المقعد الذي أمامك فقبله الرجل وقال له هنا كان يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لي مبروك لقد ولد لك البشير .... هكذا سماه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ( البشير )... فأسماه والده سيدي الامام عبد الحافظ بن على ( عبد الحافظ أبو الضياء البشير ) .
ونشأ رضي الله عنه في رحاب العل والتصوف، ونهل العلم والفقه من والده، فحفظ كتاب الله من صغره، وتفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، وبعد إنتقال والده سيدي الإمام عبد الحافظ بن على أخذ براية الطريق، وأكمل الرسالة، وسار على النهج، من تعليم هؤلاء البسطاء القرويين ما يحتاجونه من أمور دينهم، وزرع مكارم الإخلاق في نفوسهم، وبذر بذور محبة الله ورسوله في قلوبهم.
وكان رضي الله عنه أكبر أخواته وكان يتسم بالجد والحزم لا يعرف للهزل طريق أو للخطأ سبيل،وأرتحل من هذه القرية التي ولد فيها إلى قرية مجاورة تسمى أبرويش وسكن فيها وبنى له بيت هناك .وكان رضي الله عنه عالم عامل ولكن كان له حال خاص به وقد كان هذا الوقت في ريف مصر يسود الجهل والأمية، فلم يكن ظهور الشيخ بالعلم هو السبيل لهداية هؤلاء البسطاء، فأظهره الله بالكرامة، فعمت كراماته الأفاق. ومن هذ الأحوال والكرامات أنه كان يدخل الخلاء قرب الضحى لا يخرج منه إلا قرب العصر والمريدين تقوم بملأ جرادل الماء له ولا يرون سوي يد تمتد من خلف الباب لتأخذ الماء منهم وكان البعض يتذمر من موضوع الماء هذا ظاناً منه أن البيت سينهار من هذه المياه الكثيرة، لانه لم يكن وقتها هناك صرف مثل وقتنا هذ،ا ولكن يفاجأ الجميع بأن الشيخ لم يخلف وراءه إلا ما يقل عن كوب ماء ولا يعرفون أين تذهب هذه المياه. وعندما ذهب بعض هؤلاء المريدين للحج وجدوا الشيخ في الحرم النبوي على عاتقه قربه ماء يسقي الحجيج فمسكوا به وقالوا له أنت سيدنا البشير فقال لهم ( خلوا الطابق مستور )، رضي الله عنه.كان إذا جاءه مريد يريد أن يأخذ منه الطريق يأتي بالمصحف ويجعله يقسم عليه بأن لا يحكي كرامة رأها للشيخ طالما أن الشيخ حي في هذه الدنيا. ومن كراماته أيضا أنه كان يسير مع مريديه وهناك أحد المعترضين فظل يهزء بهم في سيرهم وكان هناك رجل يجلس بجانب المعترض وهذا الرجل ولد أخرس فنظر له الشيخ وقال له ( نادي بالمدد ) فنطق هذا الأخرس وأول ما نطق مدد يا أبو الضياء على طول المدد ... وظل يتكلم هذا الرجل إلى أن توفاه الله .
ومنها أنه رضي الله عنه عندما توضأ ذات مرة وقاموا بسكب ماء الوضوء الذي توضأ به خرج منه نور إلى السماء وقيل أن أخيه سيدنا الشيخ الأمير عاتبه في ذالك وقال له: ليه كده يابن والدي، فقال له سيدنا الشيخ البشير الأمر حكم بكده.
ومن كلامه رضي الله عنه
أنه لو سكنا الجبال لخلق الله لنا من يخدمنا
وكان رضي الله عنه يقول : ست كلمات جوهرية ما حازها إلا العقول الذكية
أصل المحبة الهدية، وأصل العداوة الخيانة.
أصل القرب الأمانة، وأصل البعد الأسية.
أصل العفة غض البصر، وأصل زوال النعمة البتر.
أرتحل الشيخ إلى دار البقاء في الثالث والعشرين من شهر رمضان عام 1939 م .... ودفن بسفح الجبل الغربي بجواره والده وأخواته بقرية السعودية مركز العباط محافظة الجيزة .. ومقامه هناك مشهور يزار ... رضي الله عنه ونفعنا بعلومه وأمدنا بمدده وأكرمنا ببركته في الدارين .