سيدي الشيخ حامد أبو الضياء البشير
رجل الحلم والنبل والأخلاق
بحر العلوم سيدي الشيخ حامد أبو الضياء البشير
شيخنا وملاذنا وأستاذنا وغوثنا وجدنا قطب الكاملين وتاج العارفين سيدي الشيخ حامد بن سيدي قطب الأسرار و إمام الرجال سيدنا الشيخ أبو الضياء البشير بن سيدي قطب الكاملين وتاج العارفين العلامة الفاضل والملاذ الكامل صاحب الكرامات العديدة والتأليف المفيدة سيدي الإمام عبد الحافظ بن علي الصعيدي المالكي الخلوتي .
ولد سيدي الشيخ حامد البشير في قرية الكداية مركز الصف محافظة الجيزة في 12 أبريل 1913 م ، ونشأ رضي الله عنه في رحاب والده رجل وقته سيدي أبو الضياء البشير فحفظ القرآن الكريم في صغره في الكتّاب شأنه شأن معظم الأطفال في هذا الوقت وألتحق بالأزهر الشريف إلى أن دخل كلية شريعة وقانون، وبعد إنتقال والده رضي الله عنه تولى مشيخه الطريق ورفع رايه أبيه وجده وصار يربي المريدين ويسلك السالكين.
وكان يلقي الدرس في الجامع العتيق في قرية برويش مركز العياط محافظة الجيزة التي أستقر فيها قبل صلاة الجمعة، وكان هذا الدرس درس فقه على مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه. وكانت دروس التصوف والطريق يوميا في منزله.
كان رضي الله عنه متحلى بمكارم الأخلاق وكان كريماً حليماً وقد أكساه الله سبحانه وتعالى هيبة عظيمة من عنده فكان يسلم له كل من رآه حتي أكثر المعترضين على أحوال الطريق والتصوف كان إذا رآوه لا يسعهم إلا أن يقبلوا يده ويسألوه الدعاء، رضي الله عنه فقد كان عالم عامل معلم من الصالحين .
من كلامه رضي الله عنه لمريديه : قال رضي الله عنه : قالي لي أبي أنه لو جلسنا في الجبال لأرسل الله لنا من يخدمنا .
وكان دائما يقول لهم: سم الخياط للأحباب ميدان ... وروض الجنان للأعداء نيران
ومن وصاياه لمريدينه وتلاميذه:
أنه كان يوصيهم دائما بقيام الليل ويقول لهم أن له من الفوائد ما لايعد ولايحصى .
كما كان يوصيهم بالإستغفار والصلاة على رسول الله وكثره ترديد كلمة التوحيد لا إله إلا الله.
وكان يقول: نحن قوم لا نطلب ونرد. مشيرا لهم أنه إذا كان أحدهم في ضيق فليطلب من الله سبحانه وتعالى ويفوض أمره إليه ولا يسأل الناس وإذا أعطاهم أحد هدية قبلوها لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية.
كما كان رضي الله عنه يوصي مريديه بقول: أخذت علينا العهود أن لا نعترض نصارى ولا يهود. وهذا من نص الآية القرأنيه ( لكم دينكم ولي دين )، لأن السائر في طريق الله يجب أن لا يشغل نفسه بأحوال الناس وعيوبهم بل يكون مشغول بتطهير نفسه من الروعنات البشرية وتهذبيها حتي يصفى قلبه ويكون قابل لتلقى الحكمه والفتح من الله تعالى .
وكان إذا أخطأ أحد من هؤلاء الشرذمة في التصوف أو الشيخ، وغضب أحد المريدين، كان يتبسم رضي الله عنه، ويقول له إن الله قال في كتابه العزيز: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا". فلا حاجة لي في غضبك ياولدي.
وكان دائما ينهاهم عن الإلتفات للكرامات مشيرا لهم أن ملتفت لا يصل، وأن الكرامة في الطريق مثل القعود وراء أمه، ( والقعود هو الجمل الصغير، وكانوا قديماً لا يجعلون القعود يسير وراء الناقة أثناء سير القافلة، لأن الأم تظل مشغولة به، مما يعطل سير القافلة .
رضي الله عن رجل العلم والحلم والنبل والأخلاق سيدي الشيخ حامد أبو الضياء البشير .
وقد أنشأ بعض المحبيين توسل به قالوا فيه:
كذالك بالبحر الذي عم فيضــه ... سليل التقي والفضل حامد شيخنا
هو العالم المفضال مازال داعيا ... إلـي الله يـــــارب أنلنا بــه الــــمنا
إمـــام جلـــيل للمعارف عارف ... وبالحلــم والصفــح الجــميل تــزينا
وأعرض عن كل المشاغل واقتدي ... بأبائه الأعلام من نشروا الـــثنا
ألم بأركان الشريعـــــة كلها ... فأصبــح للأســرار ظـــرفا ومـعدنـــا
ســـــألتك يـاالله تـحقيق ظنه ... وتعلــي لــه قــدرا بجـــاه نـــبينـا
ســــألتك يـاالله تـحقيق ظنه ... وتعلــي لــه قــدرا بجـــــاه نــبينـا
ســــألتك يـاالله تـحقيق ظنه ... وتعلــي لــه قــدرا بجـــــاه نــبينـا
كــما أننا نرجوك عفوا ورحمة ... وتسترنا أخـــري لــــك الحمد
والثنا بوالده البشير عـــالم عصره ... جـليس النبي المجتبي هو ذخـــرنا
وبعبد التـــواب أصلح شؤننا ... وأرشــد إلـــي نهــــج الصواب قلوبنا
وبمحمد البشير شــــهيد بيتنا ... وبـســره بلــــغ إلـهــي آمـــالنا
ونرجوك جمعا بالحسيني أبي التقي ... كذا بانه الحفني تزكي نفوسنا
كـذا بالأمـير العالم الفذ عصره ... تـطهــر يـــــارب العبــــاد قلوبــنا
وبالبدوي الحـبر من كان داعيا ... إليــك وفـــي هــذا السبيل تفننا
كذا بالدسوقي الإمام تخصـنا ... بـفضــلك يـــــارب الــوري
وتعمنا أولئك قــــوم بارك الله فيهمو ... ومــن أم ســاحـة لـــهم كان آمنا
ويارب بالمختار طه نبينا تهيئ ... لــنا رشـــدا وتهـــدي عـــصـينا
إلهــي توسلنا جميعا بجاهه ... فبين لـنا ما أنت تـــرضي وتـهدنا
وتب يا إله العالمين عن الأولّى ... إليك أنابوا ولم تزل أنت محسنا
ومازلت غفـــار الذنوب فجد لنا ...بعفــــــوك هـــــذا القصد والمنا
وجد بالرضا عن الصحابة كلهم ... واهل التقي والسالكين طريقنا
وسهل علينا الامر في كل حالة ... بجـــاه أبي فـــــراج باب نبينا
وسهل علينا الامر في كل حالة ... بجاه أبي البركــــات باب نبينا
وسهل علينا الامر في كل حالة ... بجاه أبي الضيــــــاء باب نبينا
وسهل علينا الامر في كل حالة ... بجاه أبي البــــشير باب نبينا
وسهل علينا الامر في كل حالة ... بجاه أبي اللثـــمين باب نبينا
إمام لكل الأولياء وغوثهم ... وساقي شراب الحب في السر معلنا
وكان من دعائه رضي الله عنه
اللهم تول قبض روحي عند الأجل بيدك الشريفة مع شدة الشوق إلى لقائك يارحمن .
إنتقل رضي الله عنه في 23 رجب 1410هـ / الموافق 18 فبراير 1990 م عن عمر يناهز 77 عاما قضاها في نشر الدعوة إلى الله تعالى و يقع مقامه الشريف فى قرية برويش - مركز العياط - محافظة الجيزة . ومقامه يعلو سكينه رهيبة وما أن تدخل عنده تشعر بها وتحفك هذه السيكنة ويرتاح قلبك .
